انطباعاتي عن إنتخابات نقابة الصيادلة 2011
شاركت مع غيري لأول مرة في إنتخابات نقابة الصيادلة الجمعة الماضي و قد كان جميلاً أن أري الأقبال كبيراً من صيادلة أسيوط.
بالطبع كانت تجربة إيجابية و بداية طيبة في أول انتخابات للنقابة منذ 17 عاماً و نتمني أن تكون منتظمة بعد ذلك. و من خلال مشاهداتي فقد كانت العملية الإنتخابية نظيفة و سليمة و لم يشوبها أي واقعة تزوير رأيتها أو سمعت بها.
و رغم ذلك فإن أنطباعي الأولي كانت محبطاً بغض النظر عن النتيجة التي تعلن رسمياً اليوم و
هذه أسبابي:
- كانت معظم الدعاية للأنتخابات شخصية فيسعي كل مرشح لدعوة أصدقائه و معارفة لانتخابه بشكل شخصي و ليس بناءاً علي أفكار أو برامج أو خطط عمل
- عاني معظمنا من صعوبة كبيرة في معرفة كل المرشحين و أفكارهم و لم نجد طريقة لعرض تلك الأفكار بشكل يتيح للصيادلة بتكوين حكم مبني عن أقتناع و رؤية
- نفس الشئ تكرر و بشكل أكبر مع مرشحي منصب النقيب العام حيث لم استطع جمع أي معلومات عن المرشحين و لا حتي معرفة أكثر من اسمائهم مما صعب عملية الاختيار وجعلها عشوائية بشكل كبير. و نفس الشئ ينطبق علي مرشحي النقابة العامة.( فقد كان مطلوباً مني أختيار 13 اسم للنقابة العامة من بين أكثر من 50 اسم لم أعرف عنهم سوي أسمائهم!)
- تكون لدي إنطباع بأن كثير من المرشحين كان فقط يبحث عن الوجاهة الإجتماعية من الترشح و ليس عن رغبة في إحداث تغيير أو تنفيذ أفكار حقيقية و هو ما كان واضحاً مما كتبوه علي لافتاتهم أو في المطبوعات التي كانوا يوزعونها فبعضها خلا من أي برامج من نوعية” برنامجي هو رغباتكم” و بعضها شمل كل ما يمكن أن يخطر علي بال أي صيدلي بشكل يجعل من المستحيل تنفيذه كله علي أرض الواقع و كلاهما غير مقنع بالنسبة لي.
- غياب البرامج و الأفكار الواضحة جعل البعض أو ربما الكثيرين يلجأون للبعد الديني في الأختيار بعد أن فشل في إيجاد أي وسيلة أخري للتفضيل بين المرشحين و هو ما أرفضه تماماً
ما كنت أتمني رؤيته في الإنتخابات:
- مؤتمر كبير يضم جميع المرشحين و يسمح لهم بمقابلة الناخبين في مكان كبير و مفتوح يسمح بعرض الأفكار و تلقي الأسئلة و الإجابة عليها ( و قد حاولت تنفيذ ذلك بالفعل بالأتفاق مع إحدي كبري شركات الأدوية و لكنهم لم يتحمسوا للفكرة!)
- موقع علي الإنترنت يضم السيرة الذاتية لكل المرشحين بشكل شامل و محايد يعرض الأفكار و يسمح بالمقارنة و الأختيار الجيد لكل الصيادلة( و رغم أن موقع النقابة العامة حاول تنفيذ ذلك إلا أنه كان أقل من المستوي من وجهة نظري و لم يسمح بتكوين فكرة حقيقية عن المرشحين و لم يشملهم جميعاً)
- زيارات مبكرة من المرشحين للنقابة العامة لمختلف المحافظات لمقابلة الصيادلة و تعريفهم ببرامجهم و مؤهلاتهم للترشح
في النهاية:
أعتقد أن أهم ما ننتظره من مجلس النقابة الذي سينجح هو النجاح في توحيد الصيادلة في صف واحد بغض النظر عن من أنتخبه و من اختار غيره و الحرص علي مصلحة ابناء المهنة جمعياً من أجل استعادة دورها و احترامها في المجتمع و هو ما فقد بشكل كبير خلال الفترة الماضية
واية رايك دلوقتي
أعتقد أن الأيام أثبتت من هو قادر علي الفعل و الإنجاز و من لا يملك غير الكلام و الوعود.
و التطور الحادث في نقابة صيادلة أسيوط يشهد به الجميع و ليس رأيي وحدي.
تمنياتي بالتوفيق الدائم د/ ألبير.