هل يستطيع المصريون تخطي هذه الأزمة؟
أعتقد أن الظروف التي تمر بها مصر اليوم بعد الحادث الأرهابي الذي وقع في كنيسة القديسين بالأسكندرية هي الأخطر خلال سنوات عمري لأنها تهدد وحدة و كيان هذا الوطن في الصميم.
فالواقع المعاش يقوم أن هناك مشكلات و أزمات و الكثير من عدم القدرة علي التعايش و قبول الآخر بين قطاعات كبيرة من الشعب المصري و أغلبها سببه التعصب الديني و الجهل و سهولة الأنقياد وراء الأفكار المدمرة و المتطرفة التي تكفر الآخر و تدعو للأبتعاد عنه.
و لأنني من خلال حياتي الخاصة لي أصدقاء كثيرون من ديانات مختلفة و دائماً ما كنا نعيش مع بعض بدون النظر إلي الديانات و بدون أن يشكل هذا الأختلاف بيننا أي فارق أو حاجز فكان و لا يزال تعاملنا علي المستوي الأنساني المشترك الذي يحترم الآخر و يقدر هذا الأختلاف فأنني أشعر بكثير من الأضطراب و الحزن لما آراه حولي من مشاعر بغضة بين الناس.
و لأننا – مع شديد الأسف- قد تعودنا في مصر علي أن الصمت هو الأختيار الأحكم فقط صمت العقلاء منا و تركوا الساحة للجهلاء و المتعصبين للكلام بصوت عالي مما يعطي أنطباع بأنهم وحدهم علي الساحة.
و هو ما أري الحاجة ماسة و ملحة لتغييره الآن. فالأمل الحقيقي في أنقاذ مصر هو في تحرك و مبادرة كل فرد من العقلاء و المعتدلين لينشر السلام والفكر المستنير بين من حوله بدءاً من أضيق دائرة و لو حتي بيته و اصدقائه.
أرجوكم دعونا لا ننتظر حل من الدولة أو وسائل الأعلام أو غيرها, بل يجب علي كل من يحب وطنه أن يعمل علي نشر المحبة بين الناس و عدم التفرقة بينهم علي أي أساس و لتكن هديتنا لبلادنا أن نحميها من الأنقسام و الدمار.
أرجوكم أن لا يفكر كل شخص في الهجرة و النجاة بحياته و يترك بلده عرضه للأخطار فكل منا مسئول و قادر علي أحداث تغيير و لو بسيط من أجل صورة أكثر إشراقاً و مستقبل أفضل لنا و لأولادنا.
أجد دموعي قريبة كلما فكرت فيما يمكن أن يحدث لمصر لو لم نتحرك جميعاً لأنقاذها و أصلي أن تجد دعوتي صدي لدي كل من يقرأها و أن يساهم في نشر السلام و العدل و المساواة بين الناس من حوله.
ممدوح