استمتع و أنت تتعلم
منذ صغري و أنا أحب التعلم و من خلال ملاحظاتي علي مختلف وسائل التعليم التي جربتها لاحظت أن أحد أهم أسباب سوء جودة التعليم في بلادنا و عدم إقبال الناس عليه هو الطريقة التي تستخدم في التعليم. فالمهم هو شرح الدرس و حفظه و الإجابة علي الأسئلة في الإمتحان و النجاح و نحن لم نتعلم شيئاً !
فالتعلم الممتع لا بد أن يشارك فيه الطالب أو المتلقي بشكل إيجابي. و بطريقة تستفيد من إمكاناته و ملكاته و تشعره بأهميته.
و قد كانت لي تجربة ممتعة مع التعلم من خلال إحدي الدورات التي نظمها نادي الواي YMCA في أسيوط عام 2004 و قد شاركت فيها و أنا غير مقتنع بأهميتها و لكني غيرت رأيي تماماً بعد أن جربت الطريقة التي يتم بها التدريس.
فمنذ أول لقاء لنا قام الشباب المسئول عن الدورة بشرح الفكرة لنا, فقالوا:
نحن لسنا معلمين و أنتم طلاب, و لكنا نسهل لكم المعرفة, و قد لقبوا انفسهم بكلمة Facilitator , و هكذا كان الدرس يبدأ بتعريف الموضوع و أهميته ثم يبدأ أحد المدربين في طرح الأسئلة و علينا نحن أن نجاوب عنها و يقوم باستنباط الدرس من إجاباتنا أو تصحيح المعلومات التي لدينا عند الضرورة. و كانوا أحياناً ما يجعلون واحد منا أن يقف أمام زملائه و يشرح لنا خبراته مع الموضوع و كيف واجهه في حياته أو في عمله. و هكذا نما لدينا حب المشاركة و الإحساس بالأخرين و تقدير خبرات و معارف كل واحد فينا. و كان يرحبون بكل مشاركة أو أعتراض أو رأي مخالف لإثراء الحوار و معرفة الجوانب المختلفة لكل موضوع.
كما ركزوا بشدة علي تنمية روح الفريق بيننا عن طريق بعض النشاطات البسيطة و الفعالة مثل عمل لوحات حائط عن أي موضوع نختاره علي أن نقوم بكتابة الموضوعات و تلوينها و رسم الزخارف لها و هكذا كنا نمضي أوقات مرحة و نتعلم أن نشارك و نثق في بعضنا البعض من خلال تلك الأنشطة.( مع العلم بأن كل المشاركين كانوا من البالغين و قد اندهشنا في هذه الطريقة في البداية و لكننا أحببناها بعد ذلك).
و في نهاية الدورة قاموا بعمل معرض لأعمالنا و دعوا المشرفين عن المشروع لتفقد الأعمال و تقييمها و كنا نعرض كفرق مكونة من أربعة أفراد علي أن نوزع المهام فيما بيننا من تصميم و تنفيذ و عرض.
كانت بحق خبرة رائعة و أتحسر عليها كلما أخذت دورة تدريبية في أي مجال لأري المدرب يشرح لمدة 4 ساعات و كل همه أن يحفظ الطلبة الدرس بدون أن يتيح لهم فرصة الحوار أو المناقشة أو إبداء الآراء !
.
فهل لك خبرات مماثلة؟ و ما رأيك في الطريقة التي نتعلم و نعلم بها في بلادنا؟
د/ ممدوح عز
صيدلية الملاك
جزاك الله خيرا … صراحة طريقة رائعة إذا أنتم البالغين أعجبتم بالطريقة فما بالكم الصغار ، الطريقة التقليدية التي تدرس الآن في مدارسنا تشعر الطفل بالملل وعدم الرغبة بالتعلم إن كان هذا هو التعليم … كم أتمنى أن تتغير الطريقة للأفضل ليستفيد أبناءنا أكثر وتجعلهم يحبون الدراسة والتعلم .
شكرا جزيلا على المقال .