قل لا أعرف و لا تقل ما لا تعرف
كثيراً ما نحتار كصيادلة كيف نتصرف حينما يأتي إلينا مريض بسؤال لا نعرف إجابته.
و أحياناً ما نفكر” كيف أقول له لا أعرف فهذا قد يفقده الثقة في و يدفعه للتعامل مع صيدلي آخر أو حتي يقلل من إحترامه لي !”
و أنا أختلف معك كثيراً عزيزي الصيدلي, فالصدق و الأمانة و مقولة ” لا أعرف” في وقتها أفضل كثيراً من أن تجيب بإجابة أنت غير متأكد منها أو حتي تعطي إجابة قد تضر صاحبها. و لا عيب أطلاقاً في أن تعطي نفسك فرصة لمحاولة البحث عن الإجابة و إبلاغ المريض بها في وقت لاحق.
و ربما يكون أوضح مثال علي ذلك حينما يأتي إلي مريض سائلاً ” أبي مريض بالكلي و كتب له الطبيب هذا المضاد الحيوي فهل من الممكن أن يضره, مع العلم بأنني نسيت أن أذكر للطبيب مسألة مرضه ؟”
و هنا أري أن محاولتك الإجابة بدون أن تكون متأكد قد تضر المريض بشدة…فهو إن أخذ الدواء وهو غير مناسب له فسوف يضر به كثيراً و إن إمتنع عن الدواء بدون وجه حق قد تسوء الحالة تماماً.
لذا يجب التأكد من مدي مناسبة الدواء لحالته و إذا لم تستطع عليك الإتصال بالطبيب لإبلاغه و معرفة رأيه. و لكن في كل الأحوال لا تجيب عن السؤال بدون أن تكون متأكد لأن صحة وحياة المرضي أمانة و هي أغلي بكثير من مكسب بيع علبة دواء. و تأكد أن الثقة التي ستكتسبها لدي المريض ستكون كبيرة حينما يري حرصك علي سلامته أكثر من حرصك علي البيع و المكسب.
و أنت ما رأيك-عزيزي الصيدلي- و هل مرت بك مواقف مماثلة و كيف تصرفت فيها؟
د/ ممدوح عز
صيدلية الملاك